تقرير
شامل عن
المؤتمر
الذي عقدته الجامعةُ الإسلامية دارالعلوم/ ديوبند، ضدَّ الإرهاب
إعداد : الأخ محمد أجمل القاسمي، طالب
بقسم الإفتاء بالجامعة
عقدت رابطة المدارس الإسلامية لعموم
الهند التابعة للجامعة الإسلامية دارالعلوم بديوبند مؤتمرًا مضادًا للإرهاب لعموم
الهند لممثّلي جميع مدارس الفكر الإسلامية، ومندوبي المدارس العربية الإسلامية،
وقادة وزعماء المنظّمات والمؤسسات الإسلامية. وذلك يوم الاثنين 17/صفر 1529هـ
الموافق 25/فبراير 2008م . كان المؤتمر تاريخيًا وأحرز نجاحًا غير عاديّ؛ حيث جمَع
– علاوة على جميع المدارس العربية المنتمية إلى الجامعة الإسلامية دارالعلوم
بديوبند – كبرى الجامعات الإسلامية: دارالعلوم ندوة العلماء/ لكهنؤ، ومظاهر
العلوم/ سهارنبور، والجامعة القاسمية شاهي / مراد آباد وما إليها، إلى جانب
مُمثّلي المدارس العربية لجميع مدارس الفكر الإسلامية بما فيها
"البريلوية" و"الجماعة الإسلامية" و"أهل الحديث"،
كما شاركت المؤتمرَ جمعيةُ العلماء لعموم الهنــد، وهيئة الأحوال الشخصية
لدارالعلوم/ ديوبند، والمؤسسة التعليمية الملّية، وفرنكي محل/ لكهنؤ. وأعربَ
الجميعُ عن أفكارهم، وندّدو بالطائفيّة والاعتداءات والعدوانات التي ترتكبها
الوكالات والمؤسّسات الحكوميّة، وشدّدوا على اتخاذ موقف مماثل في شأنِ مكافحة
الإرهاب.
حضر المؤتمرَ حسبَ تقدير دقيق ثلاثون
ألفًا من الممثّلين والمندوبين وعلماء المدارس وعامة المسلمين من ولايات
أترابراديش، وآندهرا براديش، ومدهيه براديش، ومهاراشترا، وكشمير، وبنجال، وبيهار
وجميع الولايات الهندية.
استُهل المؤتمر في الساعة الثانية
والنصف صباحًا بآي من القرآنِ الكريم تشرّف حظاً بتلاوتها فضيلة الشيخ المقرئ
آفتاب الأمروهي الأستاذ بالجامعة. وتلاه مديرُ المؤتمر فضيلة الشيخ شوكت علي
القاسمي البستوي الأستاذ بالجامعة والأمين العام لرابطة المدارس الإسلاميّة لعموم
الهند، فأعلنَ لرياسة المؤتمر اسمَ فضيلة رئيس جامعة ديوبند: الشيخ مرغوب الرحمن قائلاً:
يرأس المؤتمر فضيلة الشيخ مرغوب الرحمن رئيس الجامعة الإسلامية دارالعلوم/ ديوبند
ورئيس رابطة المدارس الإسلامية، الذي هو رائد للنهضة التعليمية والبنائية التي
تجتازها الجامعة وقائد للموكب الديوبندي وأمير للأمة الإسلامية الهندية. كلما
أُحيطت المدارس الإسلامية بالظروف العصيبة، ودُبِّرت المؤامرةُ لوضعها ضمن سيطرة
الحكومة، انتبه لها انتباهًا قويًا، ودعا إلى عقد اجتماعات المدارس الإسلاميّة
لعموم الهند، وأعدَّ خُطَط عمل لأجل صيانة المدارس وبقائها.
وسلّط فضيلته الضوءَ على أهداف
المؤتمر وما يرمي إليه من الأغراض، فقال: عُقد المؤتمر حول قضيــة حسّاســــة
للغايــــة. تجـــري المحاولات المتّصلة التي تهدف إلى تخديش وجه الإسلام وتشويه
سمعة المسلمين والمـــدارس الإسلاميــــــة؛ على حين إنّ الواقــع أن الإسلام دين
الرأفــــة والرحمـــــة ورسالــــة الأمن والإنسانيــــــــة، جاء ليُعَمِّم
السلام ويمحـــو الظلم، ومضى قائلاً: الإسلام يرفض الإرهابَ بجيمع ألوانها
وأشكالها، وأكّد فضيلته: أن المسلمين لعبوا دورًا نيّرًا لصالح نهضة البلاد
وبنائها، وهم مبَرَّؤون من كل عمليّات إرهابية تضادّ البلاد. وإنّما دُعي المؤتمر
كي يُقَدَّم من على منبره موقف مُوَحَّد للأمّة الإسلاميّة ضد الإرهاب، وتُبَلْوَر
الوحدةُ الملّية ضدَّ الاعتداءات التي تُصَبُّ على المسلمين . وأضاف قائلاً: إن
المدارس الإسلاميّة تدعوا إلى الأمن والسلام، وتُعمِّم الصلح والانسجام، ووتحافظ
على القِيَم الديمقراطيّة .
نبدة من الكلمة الرئاسيّة
ثم تقدّم فضيلة الشيخ عبد الخالق
المدراسي نائب رئيس الجامعة وأستاذ الحديث النبوي بها، فتلا كلمة رئاسيّة مكتوبة
نيابة عن رئيس الجامعة الذي لم يتمكّن من تقديمها لأجل الانحراف الصحيّ وعوارض
الشيخوة المتزايَدة، فقال فيما قال:
إنّه موقف موحَّد لدى جميع المدارس
الإسلامية بأنّنا لانمُتُّ بصلة إلى الأرهاب. نحن نرفض الإرهابَ بجميع صُورها
ومعانيها. الإرهاب عمل عشوائي مرفوض كليًا أيًا كان مرتكبه وإلى أي ديانة كان
انتماؤه، وأضاف قائلاً: نحن مطالَبون بأن ندع الخلافات وراءَنا ونؤدّي دورَ الأمة
المتحدّة ضدَّ أعدائنا. كما تناول فضيلته كلاً من الحكومة والإدارة بالإدانة
الصارمة قائلاً: ممّا يدعو إلى التفكير أنّه خُلِق بشأن الإرهاب ولاسيّما في
بلادنا جوّ أثار القلقَ والاضطرابَ في الأمة كافّةً. وكلٌّ من الحكومة والإدارة
تَسْتَهدف المسلمين ولاسيّما طلابَ المدارس وعلماءَها، وتُوقِفُهم دونما دليل تحت
التحقيق لمدة طويلة، ولاتشعر بأي حاجة إلى إجراء البحث وممارسة الحيطة والحزم، على
حين إنّ المدارس الإسلاميّة وعلماءها قدّموا تَضحيّات جسيمة لاتُحْصَىٰ
لصالح البلاد تشهد بها كلُّ ذرة من أرض الهند. واستطرد قائلاً: إن المدارس
الإسلاميّة ينابيع الخير والفلاح بالنسبة للبلاد والأمّة والإنسانية، تُزوّد
البلادَ بمواطنين صادقين يتمتّعون بالإيمان والأمانة والشعور بالواجب. وصارح –
حفظه الله – الحكومةَ في كلمات واضحة قائلاً: إن كانت الحكومة تتمتّع بالجدّية في
شأن مكافحة الإرهاب فعليها أن تتمسّك بالعدل والإنصاف، وتتجنّب التفرقة العقيديّة
والدينيّة، وأضاف قائلاً: إن قضيّة الإرهاب لاتتصل ببلادنا مبدئيًا؛ وإنما
أنتجتْها القُوى العالميّة التي مرجع أفكارها ونظريّاتها إلى الصهيونيّة، وأكّد –
حفظه الله – ليس من المعقول أن تُحمَّل المسؤوليّةُ على جميع الشعب من أجل تصرّفات
خارقة يقوم بها رجال منها، وإلاّ فيجوز أن يُصنَّفَ جميع الديانات والأمم الكريمة
"إرهابيةً".
البيان الصادر عن المؤتمر
وأصدر المؤتمر بيانًا هامًا قرأه
فضيلة الشيخ المفتي أبوالقاسم عضوُ مجلس الشورى بدارالعلوم/ ديوبند، قال البيان:
الإسلام دينُ الرحمة للبشريّه قاطبة،
وإنّه ينبوع للأمن الدائم والسلام القائم، أعطى المجتمعَ البشريّ كافّةً دونما
تفريق في اللون والدين حُرمَةً وأهميّة لايوجَد لها نظير، إنّه وَصَفَ قَتْلَ نفسٍ
بقتل الناس جميعًا، ووسعت رحمتُه جميعَ المجتمعات البشريّة، الإسلام يُلَقِّن
دروسَ المساواة والأخوّة، والعفو والكرم، والرأفة والرحمة، والتناصح والتعاطف،
والعدل والإنصاف، والتلاحم والانسجام؛ وإنّه يرفَض الإرهابَ بجميع أنواعها
وأشكالها رفضًا باتّاً، ويصِفُ الظلمَ والاعتداء، والقهر والإكراه، والشغبَ
والعُنف، والسفحَ والفسادَ بجريمة بشعة .
وهذا المؤتمر المضادّ للإرهاب
للمثّلي جميع مدارس الفكر للأمة الإسلاميّة يُندِّد بالإرهاب والعنف بجميع أنواعه
بكلمات صارمة، ويُعرِب عن قلقه العميق وأسفه وغضبه إزاء الأوضاع الدُوَلية
والمحليّة؛ حيث إنّ معظمَ الحكومات في العالم تسير على غرار الحكومات الغربيّة
الاستعماريّة الغاشمة بهدف إرضائها، ولاتزال تَتَّخذ من مواطينها ولاسيّما
المسلمين منهم موقفًا لن يُبرَّرَ بالدلائل والمُبرِّرات. ومما يبعث على مزيد من
القلق أنّ سياسية البلاد الداخلية والخارجيّة لاتزال تخضع لسيادة القوى التي
تجاوَزتْ اعتداءاتُها وبربريّتُها وإرهابها الحكومي جميعَ مواقف الظلم والعدوان
التي عَرَفَها التاريخ البشري المعلوم ليس في كل من فلسطين وأفغانستان والعراق
فحسب؛ بل في البوسنة والهرسك ومختلف دُوَل أمريكا الجنوبية هي الأخرى، على حين إن
بلادَنا ظلّت تُعْرَف بعدم الانحياز وبالتمسك بالقِيَم الخلقية والروحيّة، والآن
تجاوز الأمر إلى أنّ المسلمين الهنود وخاصة طلاّب المدارس الإسلاميّة وعلمائها –
الذين لم يُعرَف مثيل لهم إلا في الأقلّ النادر في شأن إمضاء الحياة النزيهة
الطاهرة وتجنّب الجرائم – يعيشون في جوّ رهيب لايدرون متى تلف فتنةٌ برقابهم من
الحكومة والإدارة. وكم وكم من الأبرياء، الذين دُفِعوا وراء جدران السجون، حيث
يذوقون ألوانًا من العذاب تقشعر لها الجلودُ؛ على حينِ إن العناصر التي تُغَذّي
الإرهابَ في الواقع، وتُغير على مخافر الشرطة، وتَقْتُل ضُبّاطها على رؤوس
الأشهاد، وتستعرض الأسلحة الناريّة على الناس؛ تجول في البلاد بكلّ حرّية، ولا
يُتَّخَذُ ضَدَّها أيّ تدابير مؤثـِّرة يُعْبأ بها. الأمر الذي يُثير علامةَ
الاستفهام أمام الدور العلماني للحكومة، ويُشكِّل أمرًا حظيرًا بالنسبة للبلاد
والأمة. ومن ثـَمّ يتناول المؤتمر المضادّ للإرهاب لممثّلي مدارس الفكر الإسلامية
الموقفَ الحكوميّ بالتنديد الصارم، ويُعرب عن قلقه الشديد إزاء التفرقة التي
يمارسها الموظّفون الحكوميّون، ويُعلن أنّ المؤتمر يظلّ يمضي قُدُمًا لاستعادة
سيادةِ العدل والقانون والنظام العلمانيّ .
والمؤتمر يوَجِّه إلى الحكومة مطالبة
قويّة بأن تقوم الحكومةُ بإلجام العناصر التي تحاول القضاء على دور المسلمين
والمدارس الإسلاميّة، وأن تُكَلِّف المؤسّسات الإداريّة بأن تُلازم طريقَ عدم
الانحياز في شأن إجراء التحقيقات في الأحداث التي تستهدف القضاءَ على الأمن العام
في البلاد. ولاتُنْزِل العقابَ على أحد حتى تتأكد من الشواهد، كما يجب أن لاتُبديَ
الشبهة على أفراد فرقة وطائفة بدون توافر الدلائل القويّة، ومجملُ القول إنه يجب
أن تؤدّي المؤسسات الحكوميّة وظيفتها بعيدة عن التعصّب ؛ حتى يستتب الأمن في
البلاد .
والمؤتمر يرجو جميعَ العقلاء
والخبراء والكتاب ومسؤولي وسائل الإعلام في البلاد بأن يقوموا بالتحليل الواقعي
للقضايا الدُوَليّة والمحلّية صادرين عن حريّة وأمانة، ولايُعطوا القضايا لونًا
خاصًا انطلاقًا من تعصّب مّا .
كما أنّ المؤتمر يدعو جميعَ مُمثّلي
مدارس الفكر الإسلاميّة إلى أن يسعوا كعادتهم السالفة لإبرَاز دورهم الودّي
المبنيّ على احترام الإنسانيّة تجاه الوطن في قادم الزّمان، ويؤكّدوا أن يتفرّسوا
خطورة الأوضاع، وتيقّظوا حتى لاتتمكّن القوى المعاديّة للإسلام من استخدام أحد
منّا كآلة لتحقيق مآربها الخبيثة، ويعيشوا مُتمتّعين بالشرف والكرامة، مَدينينَ
بالولاء والوفاء لصالح البلاد، ويتمتّعوا بثقة تامّة تجاه قيادتهم، ويقوموا بتدعيم
المدارس الإسلاميّة، مُحتسبين أيّاها أغلى متاعهم ورأسَ مالِ حياتهم، ويقضوا
حياتَهم مُتَجنّبين مخالفةَ الشريعة الإسلاميّة وقانون البلاد، متأكّدين أن رأسَ
القضيّة قضيّة الإيمان والأعمال؛ فإن صلاح الظروف وفسادها إنما تتعلّق في الواقع
بالإيمان والأعمال؛ إنّما أعمالنا عُمّالنا.
الكلمة الافتتاحيّة للشيخ السيّد أرشد المدني
وألقى فضيلة الشيخ السيد أرشد المدني
مديرُ التعليم بجامعة دارالعلوم ديوبند ورئيس جمعية العلماء لعموم الهند كلمة
افتتاحيّة قال فيها:
هذا المؤتمر العظيم دَعَتْه مؤسّسة
تعليميّة حافظت وتحافظ على الإسلام وتعاليمه الثابتة بالكتاب والسنة منذ قرن ونصف،
وأعني بها الجامعةَ الإسلامية دارالعلوم بديوبند، وعُقِد من سوء الحظ حولَ الأوضاع
الرهيبة الناشئة عن الطائفية التي قضت على العدل في البلاد. الأمر الذي يشعُر
بألمه ومرارته كلُّ مسلم ورجل عادل في أعماق قلبه، ويمضي فضيلتُه قائلاً: إنه حصلت
الاضطرابات الواسعة التي أودت بالآلاف من المسلمين، وألحقت بهم الخسارة الكبيرة
التي قُدِّرت ببلايين في بعض حين، وهذه الاضطرابات رغمَ شدّتها ومضاضتها تحمّلها
المسلمون، ولم تَعقِد دارالعلوم احتفالاً بهذا الشأن؛ ولكنّ في الأوضاعِ الراهنة
تُستَهدف طبقة خاصة تتخرّج من المدارس الإسلاميّة، وتعُمِّم تعاليم الإنسانية على
أساس الإنسانية في العالم كافّة. الطبقةُ التي أراقت دماءَها الزكيّة في قُرى
الهند وسهولها منذ 1803م إلى 1948م، وقدّمَت آلافًا من أبطالها إلى المشانق لتحرير
الوطن تُشهَر اليوم بأنّها "إرهابيّة". الواقع أن سوس التعصّب
والطائفيّة يَفُتّ في عضد الأمة وينخر البلادَ داخليًا. الطائفيةُ تتقوّى يوميًا،
والأرض لاتزال تنقصُ من أطرافها من تحت أقدام الديمقراطية، وهناك محاولات جادّة
تهدف إلى فصْل الأقليّة عن القُوى الديمقراطية؛ ولكنها لاتدرك هذه الفتنة العمياء،
واستطرد قائلاً: نضعُ الطائفيّة في كفة والديمقراطيّة في الأخرى فلانجد الفرقَ
بينهما. الديمقراطيّة تشعر بالضيق والألم في بلادنا، وتوحي الأوضاع أنّ الأيّام
القادمة ستكون أدهى وأمرّ. وحَمَّل فضيلته، مسؤوليّةَ الإرهاب على القوى الطائفيّة
قائلاً: إن المدارس الإسلاميّة تُلَقِّن دروسَ الأمن والسلام والصلح والانسجام،
ومن ثمَّ نجد طُلاّبَ المدارس الإسلاميّة أنّهم لايُثيرون الشغبَ والفساد،
ولايقومون بالعمليات الهدّامة على حيـن إنّ طلاّبَ الكلّيات والمدارس الرسميّة
يكثرونَ الشغْبَ والفساد، ويُشعلون الحريقَ في الباصات، ويقومون باغتصاب الفتيات.
مضيفًا إني ساءلتُ كبارَ مسؤولي الحكومة أنّ الطبقة التي كانت تُعربد وتُقتُل في
البلاد منذ ستين عامًا أين غابت اليوم؟ هل غادرت الهندَ إلى أفغانستان أم ارتحلت
إلى العراق؟! أنتم تقولون: إن المسلم يزرع القنابل ويُفجّرها، وإنّي أقول: إن
القوى الطائفيّة التي كانت تقوم بالفتك والقتل الجماعي هي التي تصنع اليوم القنابل
وتفجّرها. وقال– حفظه الله–: إن صوتنا لن يحصُرَ بين جدران دارالعلوم وإنّما نحمِل
صوتَنا إلى القرى والأرياف وإلى أقصى أطراف البلاد.
كلمة الشيخ محمد سالم القاسمي
وحضر المؤتمرَ العالم العبقري فضيلة
الشيخ محمد سالم القاسمي عميد جامعة دارالعلوم (وقف) ونائب رئيس الهيئة الأحوال الشخصية
المسلمة بمرافقة وفد كريم بمن فيه شقيقه فضيلة الشيخ محمد أسلم القاسمي ونجله
الشيخ محمد سفيان القاسمي والدكتور عابد الله الغازي المقيم بأمريكا، وتحدّث إلى
المؤتمر فقال:
إنّ هذا الاجتماع العظيم دليل في
ذاته أنّ الإسلام يُعارضَ الإرهاب. مرّت ألف سنة على وجود المسلمين في هذه البلاد،
والتاريخ يؤكّد أنّ المسلمين رسولُ الأمن والسلام، والحكومة – إلى جانب وسائل
الإعلام – تحاولُ تغيير هذا التاريخ النيّر؛ ولكن الغبارَ العارضَ لن يحجب ضياؤه،
قائلاً: إن الإرهاب أسفر عنه الصدام بين النظريّتين: نظرية الحق التي يبرهن ثبوتها
الدلائلُ القويّة، وتعاليمها نيّرة وواضحة، ونظيرية الباطل التي تنقصها الدلائلُ
والأساس، وبما أنّ الباطل انهزم في مجال الدلائل، فهو يحاول فرضَ سيادته بالقوة،
ويشوِّه سمعة الإسلام بالدعايات الكاذبة حتى تحول دونَ مُضيّه قُدُمًا؛ ولكنّ
الإسلام – بفضل البراهين وتعليماته النيّرة – يأبى إلاّ أن يمضي نحوَ الأمام، وقال
– حفظه الله – عندنا قوة الإيمان والإنابة إلى الله، فمادمنا نتمتّع بها لايخذلنا
النصرُ ، كما يجب علينا أن نرفع صوتَنا إلى الدوائر الحكوميّة أيضًا.
كلمة الشيخ جلال الدين العمري
وشارك المؤتمرَ فضيلة الشيخ جلال
الدين العمري أميرُ الجماعة الإسلامية لعموم الهند على رأس وفد موقّر بمن فيه
الشيخ رفيق القاسمي والسيّد مجتبى فاروق، وأدلى في المؤتمر الكلمةَ فقال:
تعلو الأصوات أن المسلمين
"إرهابيّون"، وأن الكتاب والسنّة يعلِّمان الإرهاب. إنّي أسائل العقلاء
أن الكتاب والسنة بين يدي الناس منذ أربعة عشر قرنًا أيّ أية في الكتاب وأي حديث
في مجموعة الأحاديث الطائلة تُعلِّم الإرهاب؟! وأسائل أيضًا أنّ كم أرهابيًّا
قُبِضَ عليه في المدارس الإٍسلامية؟! كلُّ من هبَّ ودبَّ يصف المسلمَ بكونه
"إرهابيًا" اليوم. إنّ للإرهاب مناهج، إن يوصَف أحدٌ بالإرهابي في ضوء
الدلائل نحن نقبَل؛ ولكن ماهذا؟ أنّه لايحدث حادث إلا وتُصْرَف وجهة الشك إلى
المسلمين، وأضاف فضيلتُه قائلاً: اليومَ يُتَساءَل أنّه من يموِّل المدارسَ
الإسلاميّة بالمبالغ الهائلة؟ إنّي أقول: إنّه لدى المنظّمات الهندوسيّة مبالغ
تزيدُ مبالغَ المدارسَ الإسلاميّة بمرّات، ولايُسْأَل عنها لماذا؟! واستطرد: إن
المؤتمرَ ضد الإرهاب خطوةٌ أُتُّخذت في ميعادها .
كلمة الشيخ محمد ولي الرحماني
وأكّد فضيلة الشيخ محمد ولي الرحماني
شيخ الزاوية الرحمانية المعروفة: إنّي أؤيَّد البيان الذي صدر عن المؤتمر، مضيفًا:
تجري المؤامرات المنسّقة ضد المدارس الإسلاميّة منذ عشرين عامًا، وقد نشأجيل
للشباب في هذه الفترة الطويلة يعتقد أنّ المدارس تَمتُّ بصلة إلى الإرهاب في قليل
أو كثير. ومن سوء الحظ أنّ التقرير الصادر عن قوّاتِ الأمن السرّية – الذي أعدّته
اللجنةُ المكوّنة من أربعة أعضاء كان يرأسها السيد "إيدفاني" رئيس حزب
"بهارتيا جاناتا" الحالي – قال: إنّها تُوجَد عناصر إرهابيّة في المدارس
الإسلاميّة ، على حين أنّه سبق للسيد "إيدفاني" أنه اعترف بأنّ المدارس
الإسلاميّة لاعلاقة لها مع الإرهاب. نحن نندِّد بالسياسة المزدوجة المنافقة التي
سلكها كبارُ مسؤولي البلاد. ويمضي قائلاً: تُتَّهم المدارسُ الإسلاميّة بالإرهاب
حتى تُصْرَف عن مسارّها، الأمر الذي يطالبنا بأن نُحسِّنَ نظامَنَا التعليمي،
واستطرد: وصف الحديثُ النبويّ العالم بالمصباح، فنحن بصفة كوننا مصابيح يجب علينا
أن نُضيء ما حولَنا بضوء العلم حتى لايسرق سارق ثرواتنا الدينيّة .
كلمةُ الشيخ السيد محمود أسعد المدني
وقال فضيلةُ الشيخ السيد محمود أسعد
المدني الأمين العام لجمعيّة العلماء لعموم الهند وعضو في مجلس الشيوخ في
البرلمان: هناك حملات جارية تَسْتَهدف خَلْقَ جوّ الكراهيّة ضدّ المسلمين. وأكّد
فضيلته: أنّ تفسير الإرهاب الذي تُقَدّمه أمريكا أمامَ العالم لتحقيق مطامعها ليس
جديرًا بالقبول لدينا، والتفسير الواقعي للإرهاب عندنا يُعَبِّر عن ممارسة العُنفِ
على البريء، واستطرد: إنّ الإرهابَ سيف ذوحدّين، فيُقْضى من خلاله على أمن العالم
في جانب، وفي جانب آخر يُستخدم الإرهابُ كآلة لتحقيق المصالح السياسيّة مِن قِبَل
كثير من الدُوَل. يُعزى الإرهابُ إلى الإسلام ويُحاول من ورائه توجيه الرسالة إلى
العالم أنّ الإسلام يُغذّي الإرهاب، على حين إن الإسلامَ يصف الإرهابَ بجريمة بشعة
.
كلمة الشيخ أسرار الحق القاسمي
وقال فضيلة الشيخ أسرار الحق القاسمي
رئيس المؤسسة التعلّمية الملّية بدهلي: الصوت الـــذي يرتفــع من دارالعلوم يؤثـّر
على جميع العالم. وأضاف فضيلتــه: إنّ الإرهاب بــدأ أولاً من المـــدعو
بـ"ناتهـــورام كـــــودسي" الهنـدوسي – الذي قــام باغتيالِ أبي الأمّة
السيد مهاتما غاندي – وأكّد – حفظه الله – أنّ الذين يُشهِّروننا إرهابيين كانــوا
يلعقون نعالَ الإنجليز بالأمس، على حين إنّ علماءنا إذ ذاك كانوا يقدِّمون تضحيّات
جسامًا، ويريقون دماءَهم لصالح البلاد، ولولا المدارس الإسلاميّة لما تحرّرت
البلاد، ومضى قائلاً: مرّت بنا في تاريخنا الطويل حوادث جسيمة؛ حيث خُيِّل أنها
ربّما تقضي على وجـــودنا؛ ولكنّ الجانب الرائع لتاريخنا أن المسلمين بــرزوا
حينذاك بالدور العظيم؛ فلن نخاف الأوضــــاع التي أحــدَقت بنا؛ بل يجب علينا أن
نصمَدَ في وجهها صمودًا، ولاننسحب على الساحة، وإلاّ نَفْعَل تكن في الأرض فتنة
وفساد كبير.
كلمة الشيخ المفتي منظور حفظه الله
وأكّد فضيلة الشيخ المفتي منظور عضو
مجلس الشورى لدارالعلوم/ ديوبند: ينبغي أن تُمارَس العملياتُ لمكافحة الإرهاب،
وتُتَّخذ الإجراءاتُ ضدَّه بكل قوّة؛ ولكن يجب أن تكون صادرةً عن معاني العدل
والإنصاف. إنّ جميعَ الطبقات قدَّمت التضحيّات لصالح تحرير البلاد، وأُعدِمَ نحوُ
ثلاثينَ ألفًا من العلماء المسلمين شنقًا. فالمسلمون الذين قاموا بسقي البلاد
بدمائهم كيف يمكن أن يسعَوا في تدميرها. مُنِحت الشرطةُ اليوم صلاحيّات مؤسّعة،
وتتمّ الموافقةُ على القوانين الجديدة التي تهدف إلى تغيير الدستور الديمقراطي
بهدف تعذيب المسلمين وتَضييقِ السُبُلِ عليهم، والحاجة ماسةٌ اليوم إلى إعادة
الدستور الديمقراطي إلى نصابه، وإلاّ فتنزلق البلادُ من سوء إلى أسوأ حال، ويُقْضىٰ
على كيانها .
كلمةُ الشيخ عبد العليم الفاروقي
وأدلى فضيلةُ الشيخ عبد العليم
الفاروقي عضو مجلس الشورى بدارالعلوم/ ديوبند حديثًا فقال: أكّد جميعُ المتحدّثين
إلى المؤتمر أنّ الإسلامَ لاعلاقة له مع الإرهاب، والواقع أنّ الأمر أيضًا كذلك،
نحن نعتنق دينَ الإسلام الّذي يُعبِّر عن الانقياد والطاعة، ممّا يدلّ أنّ المسلمَ
يكون منقادًا وليّنًا ولايكون إرهابيًا. المدارس تُعلِّم الكتابَ والسنّة، وتهدف
من ورائها إلى تعيم نور النبوّة المتمثِّل في الأخلاق السامية . وأضاف فضيلته:
هناك حديث نبويّ يقول مامعناه: إنّها لاتقوم الساعة حتى يُقال في الأرض:
"الله الله"، فما دام المسلمون مادام العالم، ومادام بياض "القصر
الأبيض" وحمرة "القلعة الحمراء"، فلْيتأكّد العالم أن بقاء هما
ببقاء المؤمن والمدارس التي تُخرِّجُ المؤمن. واستطرد: إن تحرص البلادُ على الحفاظ
على الأمن، فَلْيتقدّم الهندوسي لصيانة المساجد ويتقدّم المسلمُ لصيانة المعابد
الهندوسيّة، فإن القضيّة لاتتّصل بالديانة وإنما هي قضيّة وطنية وقضيّة بقاء الأمن
في البلاد.
كلمةُ الشيخ غلام محمد الوستانوي
وقال فضيلة الشيخ غلام محمد
الوستانوي عضو مجلس الشورى لدارالعلوم: إنّ الموقف القائم تجاه المدارس الإسلاميّة
موقف مرفوض بالنسبة لنا، ونحنُ جميعًا نستنكر هذا الموقف الطائفي. إنّ نظام
المدارس الإسلاميّة نظامٌ مَغْبوطٌ بالنسبة للمدارس الرسميّة. نُنَظِّم للأيتام
والأطفال المنكوبين التعاليمَ بدون تدعيم حكوميّ، ونؤدّي واجبَ الحكومة بدون
مكافأة رسميّة، ممّا يستوقف الحكومةَ للشكر والامتنان لنا. وأضاف فضيلته: لعبت
دارالعلوم دورًا مشكورًا لصالح تحرير البلاد وتطويرها، والحكومة إن تُصنِّف
المدارسَ مراكزَ الإرهاب فإنها تكذّب التاريخ الساطع، وترتكب الخيانَة مع البلاد.
كلمة الشيخ خالد رشيد / الفرنكي محلي
وتحدَّث إلى المؤتمر السيد خالد رشيد
نائب الإمام بفرنكي محل / لكهنؤ فقال: أؤدي الشكرَ الجزيل من جميع مسلمي فرنكي محل
وبالتالي مسلمي لكهنؤ إلى إدارة دارالعلوم التي نظّمتِ المؤتمر الهام، وأضاف
قائلاً: إن أمريكا تزرع الإرهاب في العالم كافة. يُقْلِق القوى العالميّة الإقبالُ
المتزايدُ على الإسلام، ويحملها على إساءة سمعته عن طريق إلصاق عنوان الإرهاب
المزعوم على وجهه، إنّي أسائل وسائل الإعلام: عندما هُدِم المسجدُ البابري على
أيدي الهندوس لماذا لم تُوصَف العمليّة بالإرهاب الهندوسي، وها أولئك اليهود
يصُبّون الظلم اللامحدود على الأطفال والنساء، والجريمةُ لاتوصَفُ بالإرهاب
اليهودي لماذا؟! من الظلم الكبير أنّ رجالَ ديانات أخرى يرتكبون الإرهابَ؛ ولكن
لايُعزى الإرهابُ إلى الديانة، وإذا يضلُّ عدد شاذّ من المسلمين فيُعزى سوء صنيعهم
إلى جميع الأمة، وتُحمَّل المسؤولية على الديانة. الإسلام بريء من الظلم والإرهاب،
والدعايات المضلِّلة إنما يُقام بها حتى يوضَع عائق أمام مَدّ الإسلام.
كلمة الشيخ عميد الزمان القاسمي الكيرانوي
وقال فضيلة الشيخ عميد الزمان
القاسمي الكيرانوي الرئيس التنفيذي لمنظّمة الابناء القدامى لدارالعلوم/ ديوبند:
الإسلام يقدِّم فلسفة تجاه احترام الإنسانية لم يُعرَف لها مثيلٌ، إنّه يقول:
"مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَو فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأنَّمَا
قَتَلَ النَّاسَ جميعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنّمَا أَحْيَا النّاسَ
جَميعًا" فإشهار الإسلام إرهابًا بهتان عظيم بالنسبة إليه، مؤكّدًا: المؤتمر
يحمل أهميّة وخطورةً غير عاديّة. وشدّد فضيلته على ضرورة تشكيلِ لجنة ودعمها
بالأموال والإمكانيّات بهدف الدفاع عن الشباب المسلمين الذين يُصطادون من هنا
وهناك، ويُوقَفون للتحقيق لمدة طويلة حيث يذوقون أشدّ العذاب وبالتالي يخرجون من
المحاكم مَبرَّئين من الاتّهامات .
كلمة الشيخ خليل الرحمن سجّاد النعماني
ولفت الانتباهَ فضيلةُ الشيخ خليل
الرحمن سجاد النعماني قائلاً: استمعتُم إلى البيان الصادر عن المؤتمر بقلوب
متألّمة، وسلّط كبارُنا حوله ضوءًا كافيًا بكلّ جراءة. وأكسب انتباهَكم إلى جانب
آخر، يقول الله سبحانه وتعالى: وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لِرُسُلِهمْ
لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا الخ. عادتِ
الأوضاع اليوم كما كانت عليه في عهد الرسل، يُطَوَّقُ دعاةُ الحقّ، وتُسَدُّ في
وجوههم الطرق، وتُملأ الأرضُ ظلمًا وفسادًا؛ ولكن لا يأخذنا اليأسُ في تلك
الظـــروف، فإنّ ظلمات الليل الأسود تكونُ تباشيرَ للصبح الأبلح، وامتلاء الأرض
ظلمًا يدُلّ على أنها ستمتلئ عدلاً وأمنًا. وإنّ ربّنَا سياخذ الظالميــــن كما
أخذهم في عهد الرُسُل؛ ولكن كي يتحقّق هـــــذا لابُدّ لنــا أن نلبسَ لباسَ
التقوى ونقلع عن المعاصي، ونتحلّى بالإيمان والأمانة، لو اتّصفنا بالتقوى والتوبة
ثم ظُلمنا وحُبسْنَا قلّب الله الوضعَ لصالحنا، ويجعلنا على خزائن الأرض كما جَعل
عبْدَه ونبيّه يوسف عليه السلام. الوضع يفرض علينا أن نعمِّم الودّ، ونتعامل
بالسماحة والعفو والكرم وهيهاتَ أن نندفع بالعواطف والانفعال.
كلمة الشيخ السيد شاهد المظاهري
وقال فضيلةُ الشيخ السيد شاهد الأمين
العالم لجامعة مظاهر العلوم/ سهارنفور: إنّ جامعةَ مظاهر العلوم تؤيّد البيان الذي
يَدوّي في البلاد كصوت الأمة، وقال: الإرهاب يولِّده الظلمُ العدوان، فلن يمحّي
الإرهاب حتى يُمحى الظلم من الأرض، وإلاّ فالإرهابُ يتصاعد يوميًا، وأضاف: الحكم
يبقى مع الكفر؛ ولكنه لايبقى مع الظلم، مؤكّدًا: أن الإرهاب لايتّصل بالديانة،
وإنما هو قضية وطنية، وإن لم يُتعامل معه كقضية وطنيّة فالعاقبة ستكونُ وخيمة .
كلمة الشيخ سلمان الحسيني الندوي
وأكّد فضيلة الشيخ سلمان الحسيني
الندوي رئيس جميعة الشباب الإسلامي والاستاذ بدارالعلوم ندوة العلماء/ لكهنؤ: أنّ
هذا المؤتمرَ المعارض للإرهاب ليس خطة دفاعيّة حتى يقدّم التبريرَ عن المدارس
الإسلاميّة، وإنما عُقِد حتى يدعو إلى البحث من جديد في عنوان الإرهاب. هذا المنبر
يجمع جميعَ مدارس الفكر الإسلاميّة، ويُبَلْورُ رصيفًا موحّدًا للأمّة المسلمة، إن
تفرّق شمل الاتحاد نُسأَل عنه أمام ربّنا الذي أمرنا بالاعتصام بحبل الله وعدم
التفرّق والتشرذم، كما طلب فضيلته من الشيخ أرشد المدني رئيس جمعية العلماء لعموم
الهند التقدّمَ نحو الأمام، وأكّد له وقوفَه بجانبه، وأضاف قائلاً: إن باكستان
حُوِّلت دولة عسكرية، وحُوِّلت الهندُ دولة بوليسيّة حيث أن شرطيًا تافهًا لايحمل
وزنًا وقيمة يقوم بالإساءة إلى الرجل الشريف، وأكّد أن الحاجة ماسة إلى تأديب
هؤلاء .
كلمة الشيخ فضيل أحمد القاسمي
وقال فضيلة الشيخ فضيل أحمد القاسمي
الأمين العام لجميعة العلماء المركزيّة بدهلي: نؤيّد البيان تائيدًا مؤزّرًا، إنّ
عقد المؤتمر في جامعة دارالعلوم يُعْتَبَر علامة بأنّ المسلمين يتنفّسون الصعداء،
كلّما رفعت دارالعلوم خطوة أراحت المسلمين، أقيمت المذابح ضدَّ المسلمين مرّات
لاتنحصر؛ ولكن مُنِيَ المسلمون مرّتين بمعاناة شديدة للغاية، تمثّلت الأولى في
قضية القانون المدني الموحَّد التي قام بمعارضها سماحة العلامة الحكيم المقرئ محمد
طيب رئيس جامعة دارالعلوم السابق، وتبلْورت الثانيةُ في قضية تحديد النسل التي قام
بمعاكستها فضيلة الشيخ أسعد المدني عضو مجلس الشورى بدارالعلوم ورئيس جمعية علماء
الهند، وهاهي ذه قضية ثالثة مُنيت به الأمةُ المسلمة، وقد قامت دارالعلوم
لمواجهتها اليوم. الأمر الذي يجعلنا نتأكّد أن المسلمين ينجون من الفتنة، مؤكدًا:
لايتقدّم كل واحد لمواجهة الفتنة بل يجب على الجميع أن يُولّي جامعةَ دارالعلوم
الزعامةَ حتى يمكن توجيه الردّ القوي من الجبهة الموَحَّدة .
كلمة
الشيخ عبد الوهاب حجازي السلفي
وألقى فضيلة الشيخ عبد الوهاب حجازي
السلفي مُمثل الجامعـــة السلفيّة / بنارس كلمة قال فيها: إنّ البيان الصادر عن
المؤتمر صدى قلوبنا، نحن نطالبُ بإزاحة المشكلات التي يـــواجهها المسلمون باسم
الإرهاب. وأضاف قائلاً: تاريخ المسلمين يــؤكّد أن الإسلام دين الرأفة والرحمة،
وقد شهد به الأعداء قبل الأصدقاء. المسلمون يعبدون ربًّا يتّصف بكونه رحمانًا
ورحيمًا، ويتّبعون نبيًا هو رحمة للعالمين. فالمسلم الذي يعبُد الرحمن ويتّبع رحمة
للعالمين كيف تُنْزَع الرأفة والرحمة من قلبه. إنّ الأمة المسلمة رحمة لجميع
الإنسانية ورسولُ الأمن لجميع الناس، من يصف الأمة بأعداء الأمن فهو يرتكب الظلمَ
الأكبر.
فضيلة
الشيخ أصغر إمام مهدي السلفي يشيد بالمؤتمر
وحَضَر المؤتمر مُتَأَخِّرًا الأمينُ
العام لجمعيّة أهل الحديث المركزية فضيلة الشيخ أصغر إمام مهدي السلفيّ، الذي
التقى رئيس الجامعة فضيلة الشيخ مرغوب الرحمن، وأشاد بالجهود القيمة التي بذلتها
الجامعة الإسلاميّة دارالعلوم/ ديوبند من أجل عقد هذا المؤتمر العظيم في رحابها
ضدّ الإرهاب ولإدانة ممارسات رجال الإدارة والشرطة الهنديّة ضدّ المسلمين ولاسيّما
المنتمين إلى المدارس الإسلاميّة بتهمة الإرهاب الملفقة، وضدّ المدارس والجامعات
الإسلاميّة الأهليّة بالذات .
كما شارك المؤتمرَ فضيلةُ الشيخ
عثمان غني شيخ الحديث بجامعة مظاهر العلوم وقف/ سهارنفور برفقة وفد مُوقّر مكوّن
من كبار علماء الجامعة ومسؤوليها.
رسالات
بعض الشخصيّات البارزة
وصلت المؤتمر رسالاتٌ هامّة من الشخصيّات
البارزة التي لم تتمكّن من الحضور لسبب أو آخر، فقد وردت رسالة فضيلة الشيخ محمد
الرابع الحسني الندوي الأمين العام لدارالعلوم ندوة العلماء لكهنؤ، ورئيس الهيئة
للأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند قرأها على الحضور فضيلة الشيخ عبد القادر
الندوي، إلى رسالة فضيلة الشيخ أنظر شاه المسعودي شيخ الحديث بدارالعلوم (وقف)
قرأها على المؤتمر فضيلةُ نجله الشيخ أحمد خضر الأستاذ بدارالعلوم وقف، إلى رسالة
مولانا سيد سرور حسين جستي شيخ الزاوية الجستية بأجمير المعروفة، إلى رسالة الشيخ
المفتي مكرم إمام المسجد الفتحبوري بدهلي، أشادت الرسالات بالمؤتمر، ووَصَفَتْه
بكونه أهم ضرورة للوقت الراهن، كما قدّمت الترحيب الحارّ إلى فضيلة الشيخ مرغوب
الرحمن رئيس الجامعة الذي دعا إلى عقد المؤتمر .
وقد كسب البيانُ تائيدات هامّة من
كبار الممثلين ومسؤولي رابطة المدارس الإسلامية وأسماؤهم كالتالي:
أصحابُ الفضيلة الشيخ أزهر عضو مجلس
الشورى بدارالعلوم بديوبند/ جهاركهندا، والشيخ المفتي محمد إسماعيل عضو مجلس
الشورى بدارالعلوم ديوبند: مهاراسترا، الشيخ قمرالزّمان/ الله آباد، الشيخ أشهد
رشيدي عميد الجامعة القاسمية شاهي بمراد آباد/ يوبي، الشيخ محمد قاسم/ بتنة بيهار،
الشيخ برويز ممثل الشيخ بدرالدين أجمل عضو مجلس الشورى بالجامعة / آسام، الشيخ
رحمة الله / كشمير، الشيخ صديق الله جودهري/ بنجال، الشيخ إسحاق/ فنجاب وهريانة،
الشيخ محمد إقبال/ تامل نادو، الشيخ زين العابدين/ بنجلور، الشيخ المقرئ أمين /
راجستهان، الشيخ رحيم الدين الأنصاري، الشيخ محمد غياث / آندهرا، الشيخ محمد جابر/
أريسه، الشيخ ظفر الدين/ دهلي، الشيخ كل زار القاسمي ممثل الشيخ عبد الله المغيثي/
أجراري، الشيخ المفتي أحمد الديولوي/ كجرات، الشيخ محمد رفيق/ كجرات، الشيخ حسيب
الصديقي رئيس البلديّة/ ديوبند .
القرار الصادر عن المؤتمر
كما أصدر المؤتمر قرارًا هامًا هو
الآخر – تقدّم به فضيلة الشيخ المقرئ محمد عثمان نائب رئيس الجامعة – كان القرار
يُركّز على الجهد المنسّق المتصل ضد الأوضاع السائدة الناشئة عن
"الإرهاب" إلى جانب التاكيد على ضرورة عقد الاحتفالات على المستوى
الأقليمي على غرار هذا المؤتمر. وقدّم فضيلة الشيخ المقرئ الشكر الجزيلَ إلى جميع
الحضور بمن فيهم علماء المدارس وممثلّو جميع مدارس الفكر الإسلاميّة وعدد كبير من
رجال الإعلام إلى المسلمين العامّة، كما قدّم فضيلته الاعتذارَ إليهم قائلاً:
إنّنا بذلنا أقصى جهودنا لإراحة الممثلين والضيوف؛ ولكن زحامَ الحضور فاق تقديرنا،
الأمر الذي ربّما أصاب بعضَ الخلل في خدمة الضيوف وتوفير حاجياتهم فنحن نعتذر
إليهم، كما أشاد – حفظه الله – بجميع من قام بتدعيم المؤتمر وخاصة برجال الإعلام
الذين عُنو بإبلاغ رسالة المؤتمر أقصى العالم .
وانتهى المؤتمر التاريخي العظيم في
الساعة الثانية والربع من ظهيرة الاثنين بدعاء فضيلة الشيخ مرغوب الرحمن رئيس
جامعة دارالعلوم بديوبند.
بعض الكتيبات التي وزعتها الجامعة بهذه المناسبة
ومما يجدر ذكره هنا أنّه تم بهذه
المناسبة تـوزيع الكتيبات حول موضوعات هامّة في ملفات بيـــن المنــــدوبين، التي
قام بإعدادها أساتذة دارالعلـــوم، وذلك بايعاز من رئيس الجامعـــــة، فقد كتب
فضيلة الشيخ نور عالم خليل الأميني رئيس تحرير مجلة "الداعي" وأستاذ
الأدب العربي بالجامعة حول "الإرهاب العالمي"، وكتب فضيلةُ الشيخ شوكت
علي القاسمي الأستاذ بالجامعة والأمين العام لرابطة المدارس الإسلامية حول
"الحقوق الإنسانية وصيانتها في الإسلام، وكُتيبةً أخرى حول "الحقوق التي
يُعطيها الإسلام للديانات والأمم الأخرى"، وفضيلةُ الشيخ المفتي عبد الله المعروفي
الأستاذ بقسم التخصص في الحديث النبوي بالجامعة حول "مراعاة العهد في
الإسلام"، وفضيلة الشيخ زين الإسلام القاسمي نائب المفتي بدارالإفتاء التابعة
للجامعة حول "حقوق الجيران في الإسلام"، وفضيلة الشيخ سلمان البنجوري
الأستاذ بالجامعة حول "الاتهامات التي تُلصَق بالمدارس بشأن الإرهاب".
وقام بإدارة المؤتمر فضيلة الشيخ
شوكت علي القاسمي بمساهمة من الشيخ سلمان البجنوري الأستاذ بالجامعة .
ربيع
الثاني – جمادى الأولى 1429هـ = أبريل – مايو
2008م